أزمة الهوية والعنف لدى طلبه الجامعه

ضيماء سالم داود

الملخص


يجمع علماء النفس على ان الشعور بالهوية يبدأ منذ مرحلة الطفولة ويمتد باتجاه مرحلة طالب الجامعة التي تعد بدورها تربة خصبة لنشوء المشكلات الخاصة بالتوافق النفسي والاجتماعي، فضلا عن مشكلات المعاملة الوالدية الناتجة بدورها من سوء استيعاب ومعرفة متطلبات مرحلة طالب الجامعة وخصائصها.

فالآثار الخطيرة لبيئة الحروب التي عاشها العراق قد انعكست على كل أفراد المجتمع العراقي صغارا وكبارا، وأضفت سمة العنف عليه، وأخذ الآخرون ينظرون إلى العراقي على انه عنيف بسبب الأحداث المدمرة التي بلغت فيها صور العنف أعلى درجاتها. فقد أشارت دراسة الامير (2006) إلى دور الحروب التي شهدها العراق والتي جعلت العراق يعيش في حالة عدم استقرار وأسهمت في تفجير المشاعر وظهور السلوك العنيف اعتمادا على آليات التقليد والتنفيس والتلذذ بالتدمير (الامير، 2006: 1280-1281).

وفي هذا الصدد يؤكد باندورا على التفاعل الحتمي المتبادل المستمر بين الفرد والبيئة (كبيئة الحرب) على السلوك الإنساني المتعلم، فضلا عن التعلم بالملاحظة، أو النمذجة، أو التقليد كأحد المفاهيم التي تشير إلى أن التعلم يحدث عن طريق ملاحظة سلوك الآخرين أو ملاحظة النماذج والاقتداء بها (ملحم، 2001: 306). فمن أمثلة السلوك المكتسب سلوك العنف الذي يتعلمه الإنسان من البيئة المحيطة به (ابراهيم، 1999: 46).

إن الأوضاع الحالية التي يعيشها طالب الجامعة تدفع الباحث للتعرف على مستوى أزمة الهوية لأنها تعد من أهم مكونات الشخصية، فضلا عن كونه يعيش في مرحلة عمرية توصف بأنها مرحلة المشكلات والأزمات والتي قد تؤدي بتفكيره إلى تكوين العديد من الأفكار اللاعقلانية نتيجة لتصوراته الخاطئة من اجل تحقيق أهدافه التي لا تتناسب مع متطلبات المرحلة الراهنة في ظل انتشار نماذج العنف في المجتمع العراقي.  

ومن خلال ما تقدم يتضح أن أزمة الهوية  والعنف من المشكلات التي قد يعاني منها الطالب الجامعي العراقي الذي يعيش مرحلة مهمة من مراحل حياته والتي استثارت الباحث للتصدي لها وتشخيصها من خلال البحث الحالي.

النص الكامل:

PDF

المراجع العائدة

  • لا توجد روابط عائدة حالياً.


مستودع الوقائع العالمي  © 2023