رسوم الوزارة وجوانب من حياة الوزير في العصر العباسي الأول

محمد ياسين المشهداني

الملخص


عند قيام الدولة العباسية اهتم خلفاؤها منذ فجر تأسيس سلطانها، بترتيب الدولة وتأسيها وتنظيماتها ترتيباً جديداً يعتمد على الإصلاح والقوة ويكاد يكون النظام الإداري للدولة العباسية، هو النظام الإداري السابق الذي وجد في أواخر عهد بني أمية، إلا ما أحدثه العصر الجديد من نظم وتراتيب استقاها من التراتيب الإدارية الأعجمية، أو الأنظمة السياسية للدولة "الكسروية"، وأن الخلفاء العباسيين الأوائل عززوا وظيفة الوزير وثبتوا مركزه ولقبه وخولوه سلطاناً واسعاً وجعلوه المشرف الأعلى على وظائف الدولة وتوجيه سياستها، وهذا لم يكن معروفاً في العصر الأموي، حيث نرى أن الأمويين كانوا عرباً في تفكيرهم، فلم يريدوا أن يدخلوا في نظمهم شيئاً فارسياً وأنفوا أن يقلدوا الفرس في ذلك، ومن هنا وجد من يعمل عمل الوزير وإن لم يأخذ اسمه وعلى هذا الأساس يتبين لنا أن الوزير وقتئذ ما كان إلا مدوناً لما يمليه عليه الخليفة، ويبعث به إلى الأقاليم، وينفذ أوامره ويتقيد بإرشاداته، أما في العهد العباسي فنظام الوزارة ذو سلطان واسع ، وإشراف تام على مرافق الدولة ومؤسساتها كافة، وظهرت مراسيم خاصة في تقليد الوزير، وكان راتب الوزير في العصر العباسي الأول يختلف باختلاف فترات هذا العصر وباختلاف الأشخاص، وقد منح الخلفاء العباسيون منذ قيام دولتهم ألقاباً فخرية، كما حدد اللباس الرسمي للوزير، وكان يتخذ داره في أفضل بقعة من بغداد، وكان للوزير دار مفردة في دار الخليفة يجلس فيها وينظر في الأعمال، وكان موضع احترام وتبجيل من جانب الحاشية، وكان له حرس خاص إضافة إلى الخدم والحجاب الذين كانوا يحيطون به.

 

https://doi.org/10.24897/acn.64.68.445


النص الكامل:

PDF

المراجع العائدة

  • لا توجد روابط عائدة حالياً.


مستودع الوقائع العالمي  © 2023