المرأة في الفكر الاسلامي الشيخ محمد الغزالي انموذجا

الملخص

نالت قضايا المرأة على اختلاف جوانبها اهتماما بالغا من رجال مصلحين تصدوا لما لحقها من ظلم امتدت آفاقه إلى كافة الأنشطة الحياتية في عصور كئيبة ابتعد فيها المجتمع عن تعاليم الإسلام وسادت خلالها عادات ومواريث جاهلية تصادر حقوقها الفكرية والاجتماعية .

       وقد برزت أسماء في مجال الدفاع عن حقوق المرأة بدءاً من رفاعة الطهطاوي حتى قاسم أمين وكتابه الشهير" تحرير المرأة " الذى شارك في كتابة بعض فصوله الإمام محمد عبده ثم جاءت صيحة الإمام الغزالي منذ أوائل كتبه في الدفاع عن حقوقها لتحدث رعباً في القلوب المتطرفة رغم منهجه المعتدل فحورب وحارب على جبهتين متناقضتين جنحت أحداهما نحو الإفراط والأخرى نحو التفريط .. فقد كان الشيخ الغزالي رافضاً لأن تبدو المرأة كبندول الساعة إلى أقصى اليمين تارة والى أقصى اليسار تارة أخرى ولا تستقر مطلقا عند الحد الوسط الذى يطلبه الإسلام .

       وغاص فكر الإمام الغزالي في قضايا المرأة خاصة فيما يتعلق بموضوعات الذهاب إلى المسجد وعلاقتها بالدعوة والعمل الدعوى و فرض الحجاب وصوت المرأة بين الحق والباطل وكذلك خروجها الى العمل والاختلاط ، فلا مانع في فكر الإمام الغزالي أن تذهب المرأة للمسجد شريطة ألا " تتبجح " في الطريق أي أن تحدث مظاهرة حولها ، وان تذهب المرأة " تفلة " أي غير متعطرة ولا متبرجة واستند في ذلك إلى حديث الرسول r حيث قال " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولا يخرجن إلا وهنَّ تفلات " كما أن المرأة ة مطالبة بنشر تعاليم الدين والدعوة إليه وتحبيبه من أصحاب الديانات الأخرى ولها الأجر . وتناول الإمام الغزالي صوت المرأة بين الحق والباطل وكان يرى أن صوت المرأة ليس عورة وإنما العورة في صوت النساء أن يكون الكلام مريبا مثيرا له رنين ردى مؤكدا انه لا يوجد بين رجال الفقه من قال أن صوت المرأة عورة .. وفيما يتعلق بعمل المرأة فقد قسم الإمام الغزالي الأعمال المنوطة بالمرأة والتي ينبغي اختفاؤها وهى تنقسم إلى ثلاثة أقسام منها : ما يتعارض وتعاليم الدين ومنها مالا يليق ومساواتها بالرجل ومنها ما يزرى بمكانتها إذ أن ممارستها هذه الأعمال يسبب شرخاً في كيان الأمة .

       وحول موقف الدين من مسألة اختلاط المرأة بالرجل فقد تلخص رأى الإمام الغزالي في الآتي" إذا ذكر الاختلاط ارتسمت في الذهن الصورة الدميمة للعلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة كما استقرت في الغرب، والحق ان هذه العلاقات سيئة وان وضع المرأة هناك لا يرتضيه دين ولا نريد أن ننقل المرأة من عهد الحريم الى عهد الحرام " . هكذا كانت المرأة في فكر الإمام الغزالي رحمه الله .

https://doi.org/10.24897/acn.64.68.269