اثر العولمة في أداء الاقتصاد التركي خلال المدة 1985-2015
الملخص
ان العولمة هي ظاهرة تاريخية ونتيجة منطقية لتطور الانتاج الرأسمالي وانتقاله من المستوى المحلي إلى المستوى العالمي وان الملامح الرئيسة للعولمة اتضحت في نهاية القرن العشرين الا ان جذورها التاريخية امتدت عبر مراحل تطور النظام الرأسمالي وهنالك عدد من القنوات انتقلت من خلالها ظاهرة العولمة الى البلدان النامية بشكل عام وتركيا بشكل خاص، ويعتبر ميزان المدفوعات ممثلا بالحساب التجاري وحساب راس المال كانا خير معبرين لتلك الظاهرة.
شهد الناتج المحلي الإجمالي التركي نموا متذبذبا خلال مدة الدراسة متأثرا ببعض الازمات الاقتصادية التي شهدها الاقتصاد العالمي والاقليمي الا انه كان متصاعدا بشكل لافت في معدل نموه خلال مدة الدراسة التي بلغت 31 سنة وتزامن ذلك مع زيادة الانكشاف الاقتصادي متأثرا بانعكاس السياسة الاقتصادية التركية نحو الانفتاح الخارجي منذ مطلع عقد الثمانينات، وكذلك تراجعت معدلات التضخم واستقرت وبشكل خاص في العقد الأول من الالفية الثانية.
بينت الدراسة ان العولمة كان لها تأثيرات متباينة في الاقتصاد التركي حيث تمكنت تركيا من زيادة الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي وخفض التضخم وفي نفس الوقت زاد معدل انكشافها الاقتصاد الخارجي الذي يترتب عليه تعرض تركيا الى أزمات مستوردة من الخارج وخير دليل على ذلك الازمة الاقتصادية العالمية 2008-2009 التي تركت اثارا واضحة في الاقتصاد التركي. هذه النتائج تعارضت مع فرضية البحث التي نصت على ان لسياسات العولمة اثار غير مرغوب فيها في الاقتصاد التركي. اذ تبين ان السياسة الاقتصادية التركية تمكنت في المجمل من التعامل مع محددات العولمة بشكل مكنها من الاستفادة من معطياتها المفيدة والتغلب على ما قد ينجم عن تلك الظاهرة من اثار ضاره في اقتصادها الوطني. وهذه التجربة قد تحفز باقي البلدان النامية على اعتماد نهج تركيا في التعامل مع واقع لا مناص منه فرضته العولمة.
النص الكامل:
PDFالمراجع العائدة
- لا توجد روابط عائدة حالياً.
مستودع الوقائع العالمي © 2023